تقرير يرصد ريادة المغرب العالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر

Table of Contents
Issue Date

مع تواصل الاهتمام المتزايد بالهيدروجين الأخضر حول العالم، تبرز المملكة المغربية كدولة رائدة في الإنتاج، حيث تُظهر الاستثمارات الضخمة في مصانع الإنتاج والاستراتيجية الوطنية المنسقة أن المغرب جاد في تحقيق هدفه للوصول إلى 80 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.

ويُطلق على الهيدروجين الأخضر اسم “طاقة المستقبل“، ومن المرجح أن يصبح نشاطًا تجاريًا كبيرًا على المدى القصير، وإيجابياته واضحة وكثيرة، حيث يعتبر الهيدروجين الأخضر مستدام تمامًا، ويتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة من قبيل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وعندما يتم حرق الوقود، يكون بخار الماء هو المنتج الثانوي الوحيد في الأساس.

ونظرًا لأن أكثر من 80 في المائة من أراضي المغرب تمتد على مدار العام، وهي أرض مشمسة، فإن البلاد في وضع جيد بشكل خاص لتتصدر السباق لتصبح المنتج الأول، وهذا ما أكده تحليل أجرته شركة “Deloitte” الاستشارية متعددة الجنسيات، التي درست التوقعات العالمية للهيدروجين الأخضر.

ويعرض التقرير خريطة توضح المساحة المتاحة لمنشآت الطاقة المتجددة في المغرب، والتي تُظهر بوضوح الإمكانات الهائلة للبلاد؛ وبحلول عام 2030،من المتوقع أن تنخفض كمية الطاقة المولدة من الفحم في المغرب من 38.8 في المائة في عام 2020 إلى 22 في المائة، فيما ستنخفض نسبة الكهرباء المنتجة من المصادر القائمة على النفط إلى 9.2 في المائة، بعدما كانت نسبتها 16.2 في المائة في عام 2020.

ووفقًا لتقرير “Deloitte”، فإن “المغرب يتمتع بإمكانية الوصول إلى موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتميزة، وهو ما يتوافق مع صناعة إنتاج ذات قدرة تنافسية عالية تستفيد من قربها من الاتحاد الأوروبي“.

وفي عام 2019، أنشأ المغرب “اللجنة الوطنية للهيدروجين الأخضر“، والتي وفقًا لوزارة الطاقة، تهدف إلى الجمع بين القطاعين العام والخاص في الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج، حيث يشرح بيان صحفي صادر عن الوزارة أهمية إنشاء قطاع للطاقة الخضراء لأنه يعزز النمو وسينهي اعتماد الدولة على واردات الأمونيا، والتي تعتبر أحد المنتجات الثانوية الرئيسية لإنتاج الهيدروجين.

الأمونيا منتج زراعي مهم يستخدم في الأسمدة

صرح Huyen N. Dinh، مدير “HydroGEN”، وهي تنسيقية تضم مجموعة من المختبرات الطاقية الأمريكية، أنه “لقد حان وقت الهيدروجين، والسباق العالمي مستمر، والإطار الزمني قصير، وامنافسة مشتعلة“.

وفي هذا الصدد، وهذا العام فقط، أعلنت شركة “طوطال إينرجيز” الفرنسية متعددة الجنسيات أنها ستستثمر حوالي 10 مليارات دولار في مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين والأمونيا يعمل بالطاقة الشمسية في جهة كلميم–واد نون.

هذا، وفي حين أن الخبراء قد أطلقوا على الطاقة الخضراء اسم “الوقود المستدام للمستقبل” مع إمكانية حقيقية لوضع حد اأزمة المناخ، إلا أنهم يعترفون أيضًا بأنها مكلفة للغاية، حيث يكلف إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة من الغاز الطبيعي حوالي 1.50 دولارًا للكيلوغرام الواحد بينما يكلف الهيدروجين الأخضر حوالي 5 دولارات للكيلوغرام.

كما تتناقض استدامة الهيدروجين الأخضر مع الأنواع الأخرى من الهيدروجين مثل ما يسمى بالهيدروجين الأزرق، والذي يسمح بتسرب الميثان عند إنتاجه، والعديد من الأنواع الأخرى، بعضها ينتج باستخدام أنواع أخرى من الطاقة التقليدية مثل الطاقة النووية أو غيرها من الطاقة غير المستدامة.