شدد خبير صناعة الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، على أن استعمال الغاز في توليد الكهرباء أكثر جدوى من استغلاله في إنتاج الهيدروجين.
وقال خلال مشاركته في ورشة عمل “وادي الهيدروجين في الكويت”، إن الكويت قطعت شوطًا كبيرًا في تحقيق استدامة منظومة الطاقة لديها في قطاع الكهرباء، الذي كان يعتمد على زيت الوقود (المازوت) بشكل كبير.
وأشار خبير أوابك إلى أن الكويت عملت على التوسع في استعمال الغاز الطبيعي الأقلّ في التكلفة، والأقلّ في توليد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والأعلى كفاءة في توليد الكهرباء، ليحلّ محلّ المازوت.
وأوضح أن الطلب على الغاز محليًا يفوق إنتاجه، لذلك تحتاج الكويت إلى استيراد الغاز المسال لسدّ الفجوة، مشددًا على أن استغلال الغاز وقودًا في قطاع الكهرباء هو الأكثر جدوى من استعماله في إنتاج الهيدروجين.
أفضل خيار لإنتاج الهيدروجين
شدد خبير أوابك على أن الخيار الأفضل لإنتاج الهيدروجين في الكويت هو استغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية ضمن مشروعات تجريبية لاختبار التكنولوجيا، وبناء القاعدة المعرفية، وتقييمالجدوى الفنية والتجارية.
وأوضح أنه بالرغم من الزخم العالمي للاستثمار في مشروعات إنتاج وتصدير الهيدروجين، فإن عددًا محدودًا جدًا منها قيد التطوير، بإجمالي طاقة إنتاجية 200 ألف طن فقط سنويًا من إجمالي مشروعات مقترحة بطاقة 15.5 مليون طن سنويًا.
وأرجع تراجع عدد مشروعات إنتاج الهيدروجين قيد التطوير إلى ارتفاع التكاليف، وعدم وجود اتفاقيات شراء ملزمة لهذا الإنتاج المتوقع،
جانب من مشاركة خبير أوابك في ورشة وادي الهيدروجين في الكويت
جانب من مشاركة خبير أوابك بورشة وادي الهيدروجين في الكويت – الصورة من أوابك
كافية لضمان ضخ الاستثمار في مشروعات تصدير الهيدروجين.
الهيدروجين في الخليج العربي
طرحت أوابك رؤيتها في الورشة حول الوضع الراهن والإجراءات المطلوبة للإسراع ببناء اقتصاد للهيدروجين في منطقة الخليج العربي عبر تقديم عرض بعنوان “آفاق الهيدروجين منخفض الكربون في دول مجلس التعاون الخليجي “، قدّمه المهندس وائل حامد عبد المعطي.
وأوضح عبدالمعطي أن دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت خطوات مهمة للإسراع ببناء اقتصاد الهيدروجين، إذ شرعت في إعداد وتطوير خرائط طريق وإستراتيجيات وطنية للهيدروجين، من بينها لطنة عمان، التي أعلنت الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في عام 2022، ودولة الإمارات التي أعلنت خريطة الطريق الوطنية للهيدروجين عام 2021، وستعلن قريبًا إستراتيجيتها الوطنية.
وأضاف أن بعضهم وضع أهدافًا واضحة لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته مثل الأمونيا، تحدد من خلالها حصتها في التجارة الدولية مستقبلًا، مثل المملكة العربية السعودية، التي تستهدف إنتاج 11 مليون طن في السنة من الأمونيا الزرقاء، لتصبح أكبر مصدّر لها بحلول عام 2030.
وقال ممثل أوابك، إن حصيلة المشروعات المعلنة للهيدروجين ومشتقاته في منطقة الخليج العربي بلغت 36 مشروعًا، غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بإجمالي 23 مشروعًا، مشيرًا إلى انطلاق المرحلة الثانية من الاستثمار في الهيدروجين، وهي إسناد عقود الهندسة والبناء إلى شركات المقاولات، وتوقيع الاتفاقيات التجارية الملزمة مع الشركاء لبيع إنتاج هذه المشروعات، وهي خطوة تعكس العزم الحقيقي لصانعي السياسات ومتخذي القرار نحو الاستثمار في الهيدروجين.
واستعرض خبير أوابك أبرز مشروعات الهيدروجين في الخليج العربي، ومنها مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية، بطاقة 230 ألف طنسنويًا يُتوقع تشغيله عام 2026، ومشروع الأمونيا الزرقاء في دولة قطر بطاقة 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا، ويُتوقع تشغيله عام 2026.
الهيدروجين في الكويت
شاركت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك” بأعمال الورشة العلمية “وادي الهيدروجين في الكويت” التي نظّمتها كلية العلوم الحياتية في جامعة الكويت، بالتعاون مع السفارة الهولندية بدولة الكويت.
وأدار الورشة رئيس قسم العلوم البيئية بكلية العلوم الحياتية الدكتور محمد الشواف، وتحدث فيها عدد من الخبراء من شركة إيكويت (عبدالله العجمي)، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية (سلطان السالم)، ومنظمة أوابك (وائل عبد المعطي)، و3 خبراء من الجانب الهولندي يمثلون القطاع الأكاديمي والشركات ذات الصلة.
جانب من مشاركة خبير أوابك في ورشة وادي الهيدروجين في الكويت
جانب من مشاركة خبير أوابك في ورشة وادي الهيدروجين في الكويت – الصورة من أوابك
خصصت الورشة لتسليط الضوء على الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين المستدام باستعمال مختلف التقنيات، وكيفية الاستفادة من الخبرات الهولندية في هذا المجال، ونقلها إلى دولة الكويت، كما تضمنت زيارة افتراضية إلى ماقع لتداول وتخزين الهيدروجين في هولندا باستعمال أجهزة الواقع الافتراضي.
واستعرضت ورشة العمل فرص إنتاج الهيدروجين في الكويت باستعمال التحلل اللاهوائي للغاز الطبيعي، وأهمية الهيدروجين في قطاع البتروكيماويات، والخبرات الهولندية في بناء وتأسيس سلسلة قيمة متكاملة للهيدروجين وتطبيقات استعماله في قطاع النقل، وأحدث تقنيات الواقع الافتراضي المستعمَلة بتدريب العاملين في مجال الهيدروجين.
وأوصت الورشة بأهمية التعاون بين الجانب الهولندي والكويت لنقل الخبرات العلمية والفنية في مجال الهيدروجين.