إقامة مدن الغذاء الذكية بالزراعة الحضرية وبزراعة الأسطح والزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية وإنتاج الأمونيا الخضراء هى أمثلة للتفاعل النشط بين الجيل الجديد من الزراعات والطاقة المتجددة التى يمكن أن يمولها صندوق «الاستثمار الأخضر»، للوصول للحياد الكربونى وتخزين الطاقة النظيفة والمتجددة ونشر زراعة المدن ووضع إستراتيجية لاستخدامات الطاقة فى تحسين التكنولوجيا النووية للزراعة بتحسين التربة والميزان المائى ومكافحة الآفات. وقد سبقتنا دول عدة فى إقامة الصناديق الخضراء لجمع وتوجيه التمويل الدولى والمحلي، للمساهمة بحصص فى الشركات الحديثة النشأة التى تقدم حلولاً مبتكرة بمجالات الطاقة والمياه والتعدين والأشكال الجديدة من الزراعة والبناء للمساهمة فى الحد من البصمة الكربونية
إن هذه الأنواع من المشاريع فضلا عن آثارها الإيجابية المتعددة بيئيا واقتصاديا ومجتمعيا فإنها تولد دخلا إضافيا ومستداما جيدا للعاملين بها وتحل مشاكل كونية، أهمها مشكلة الغذاء العالمي. فالتخطيط الجيد للمساحات الخضراء واستخدام التكنولوجيا فى أعمال البستنة بالحضر كفيل بانتشار«مدن الغذاء الذكية» التى يوفر فها السكان المحليون، من خلال زراعة الفاكهة والخضراوات(خاصة الطماطم والتى لا تحتاج لتربة) فى 10% فقط من حدائق المدينة وطرقها وأرصفتها وحدائق منازلهم، دعما لمجتمعاتهم بأغذية طازجة ومستدامة. فإذا ما أضفنا لذلك زراعة الأسطح بمشاريع خضراء لتوليد الغذاء او الطاقة المتجددة من الرياح أو الطاقة الشمسية او الميكانيكية او الهيدروليكية أو بكلتيهما فهذا يوفر المزيد من الغذاء، كما يساعد المزارعين على توليد دخل إضافى من بيع الكهرباء وحفظ المحاصيل بتجفيفها، خاصة أن الأسطح عادة خالية. والأزمة العالمية للغذاء أثبت ضرورة توفير البدائل بالعودة لإنتاج الغذاء ـ بالحجم الصغير- لتفادى المجاعات.. وحى لا تصبح المدن مستهلكا صافيا للغذاء وللكهرباء والطاقة ولا تسهم فى إنتاجها ومستفيدة فقط من دعمها. وفى الدول الاسكندنافية والمملكة المتحدة وكندا يتبرع العديدون بنتاج أعمال البستنة وزراعاتهم للفئات الأقل حظا.. ونجحت النرويج فى أن تعتمد بذلك على 100% من الطاقة المتجددة. ويمكن تقديم شتلات لأفضل أعمال البستنة من مراكز البحوث الزراعية المنتشرة فى مصر وعمل دورات بكليات الزراعة وكليات الهندسة للإرشاد لزراعات الحضر بأفضل مشرو لنظام كفء لزراعة الغذاء بالأسطح أو لزراعة الخلايا الضوئية بالأسطح بشكل هرمى ومتحرك وبأقل وزن ومساحة أو عمل شلالات داخل حمامات السباحة لتوليد طاقة كهرومائية.
ولا تكتمل المنظومة إلا بالتركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج الأمونيا الخضراء السائلة السهلة التخزين التى تعد وقودا خاليا من الكربون والتى يمكن إنتاجها من مصادر متعددة، من بينها مثلا تنظيف مياه الصرف، ومن ثم تؤدى لتحسين الزراعة وجعلها أكثرَ استدامة، فضلا عن تحويلُها إلى أسمدة. وبالفعل حصلت مصر (من صندوق المناخ لأخضر التابع للأمم المتحدة) على تمويل لإنشاء مصانع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونا الخضراء، ووقعت اتفاقيات مع النرويج وهولندا والإمارات (التى لها ريادة فى هذا المجال بالمنطقة) وحيث إن الأمونيا الخضراء تمثل مستقبل صناعة الأسمدة فى مصر ولتعزيز الصادرات إلى الأسواق الخارجية، وذلك لاعتمادها على مصادر الطاقة النظيفة كالرياح والطاقة الشمسية.
د. عبير بسيونى رضوان
سفيرة مصر السابقة لدى بوروندى