أسهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في بعض الجهود لتطوير الهيدروجين الأخضر في مصر، من خلال توقيع اتفاق مع الحكومة المصرية عام 2019، لتطوير مشروع الهيدروجين الأخضر في منطقة السويس، ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المتجددة المولدة من الرياح والشمس، وتشمل خطط المشروع إقامة محطة لتوليد الهيدروجين بقدرة تصل إلى 20 ميجاوات.
وفي إطار شراكة مصر مع الاتحاد الأوروبي، تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة وتطوير الهيدروجين الأخضر، قد يشمل ذلك دعمًا من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمشاريع تطوير الهيدروجين الأخضر في مصر، وتسعى مصر لزيادة حصتها من الطاقة المتجددة، حيث تقوم بتنفيذ برامج لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا ذات الصل، يمكن أن يشمل ذلك دعمًا لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وفي عام 2020، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر عن استراتيجية لتطوير الهيدروجين الأخضر، تهدف إلى تعزيز إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر في القطاعات المختلفة مثل النقل والصناعة، ويعمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على عزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، قد يشمل ذلك الدعم المالي والفني لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتطوير التكنولوجيا ذات الصلة في مصر.
وفي أكتوبر 2022، أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن الموافقة على تقديم تمويل تنموي بقيمة 80 مليون دولار لشركة “مصر للهيدروجين الأخضر”، وهي شركة مقرها مصر تأسست لغرض تطوير وتشغيل أول محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.
أهداف المشروع
يدعم التمويل التنموي شراء وإنشاء محطة المُحلل الكهربائي بسعة 100 ميجاواط، بالإضافة إلى المرافق ذات الصلة والأعمال المدنية اللازمة لإكمال المشروع، وسيعمل المحلل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بغرض استبدال جزء من استهلاك الهيدروجين الرمادي (الناتج عن الغاز) الذي تستخدمه شركة الأسمدة المصرية، وكذلك للاستخدام كأحد المدخلات لإنتاج الأمونيا الخضراء ليتم تصديرها إلى الأسواق الدولية.
ونظرًا لكونه أول مشروع من نوعه في مصر، يظهر المشروع تأصيلًا علميًا كبيرًا، وسيصبح معلمًا مهمًا في تطوير صناعة الهيدروجين والأمونيا الخضراء في مصر التي تعد خطوة رئيسية نحو إزالة الكرون من العديد من الصناعات، وخاصة الأسمدة (إحدى أكثر الصناعات استهلاكًا للأمونيا).
أثر التحول
يتسم التمويل بكونه أخضر بنسبة 100%، حيث يدعم المشروع بناء جهاز المحلل الكهربائي الذي سيتم تشغيله بالطاقة المتجددة، فالمشروع يعد بمثابة إثبات لمفهوم مشاريع الهيدروجين الأخضر في مصر والمناطق التي يعمل فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
ومن المقرر أن يصل إنتاج الهيدروجين الأخضر السنوي من المشروع إلى 15000 طن سيتم بيعه إلى شركة فيرتيجلوب في مصر لإنتاج الأمونيا الخضراء، بما يؤدي إلى توفير ما يفوق عن 130 ألف طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، وهذا المشروع محوري لمبادرات حوار السياسات الأوسع التي يجريها البنك لدعم مصر في صياغة استراتيجيتها الوطنية وتطوير مسار منخفض الكربون لإزالة الكربون من قطاع الأمونيا في مصر.