خبراء عن إنتاج الهيدروجين :
إنتاج الهيدروجين الأخضر يحمل فرصًا كبيرة من الناحية الاقتصادية ويجمع بين الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية
مصر تمتلك مساحات أراضٍ كبيرة يمكن استغلالها لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة
إمكانات وخطط إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في مصر
مصر لديها إمكانات تؤهلها لتحقيق الريادة في مجال إنتاج الهيدروجين
استخدام الهيدروجين الأخضر في مجالات متعددة صديقة للبيئة
يشهد العالم اهتمامًا متزايدًا بتطوير مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة، ومن بين هذه المصادر يأتي الهيدروجين الأخضر كخيار واعد يشير الهيدروجين الأخضر إلى إنتاج الهيدروجين باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، وعلى عكس الهيدروجين التقليدي الذي يتم الحصول عليه بواسطة الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي أو الفحم.
قال الدكتور وليد الختام أستاذ الطاقة بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، والمستشار الفني لمركز التميز في الطاقة بجامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، إن الهيدروجين الأخضر نوع من الوقود الناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفص الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تصبح طاقة ناتجة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي والمسبب للاحتباس الحراري.
وأكد الدكتور وليد الختام خلال تصريحاته لـ صدى البلد ، أن خزانات الهيدروجين الأخضر المضغوطة تعمل على تخزين الطاقة لفترات طويلة جدًا، وتعتبر بديلًا أفضل من بطاريات الليثيوم لخفة وزنها بالنسبة لبطاريات الليثيوم.
وأضاف الختام ، أن أهمية الهيدروجين الأخضر تكمن في عدة أشياء ، ومن أبرزها ما يأتي :
يعتبر مصدرا نظيفا للطاقة؛ حيث لا ينبعث منه سوى بخار الماء ولا يترك أي بقايا في الهواء.
يحتوي على نسبة منخفضة جدا من الكربون الذي يعد أحد أبرز العناصر الضارة المنتشرة في الغلاف الجوي.
يعتبر بديلا جيدا عن الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة. يُوفر ما نسبته ٢٥٪ من احتياجات العالم للطاقة. يوفر إمكانية إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب التخفيف فيها منه مثل إنتاج الإسمنت ووقود وسائط النقل الثقيل.
وأوضح أستاذ الطاقة بهندسة جامعة عين شمس، أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تُعدان من المكونات الرئيسة لصناعة الهيدروجين الأخضر، مؤكداً ، أن مصر لديها إمكانات ؛ تؤهلها لتحقيق الريادةفي مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، لافتاً إن “مصر تمتلك مساحات أراض كبيرة يمكن استغلالها لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة”.
وأشار إلي أن مصر تتمتع بقدرات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والإمكانات الهائلة لإنتاج الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية كأحد المكونات الرئيسية لصناعة الهيدروجين الأخضر مشيداً بخطة الحكومة المصرية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية من الطاقة المتجددة إلى 60 في المئة بحلول عام 2040.
يستخدم الهيدروجين الأخضر في مجالات متعددة صديقة للبيئة منها ما يلي:
يمكن حرقه لتوليد الحرارة، وبالتالي يمكن تغذيته في خلية وقود لتوليد الكهرباء.
السيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.
سفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين.
مصافي الفولاذ الأخضر التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلًا من الفحم.
توربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء.
بديل للغاز الطبيعي للطبخ والتدفئة في المنازل.
يساعد الهيدروجين الأخضر في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء.
وفي هذا لاطار قالت الدكتور رباب الشريف إن الهيدروجين الأخضر يعتبر من الثروات الأساسية التي ستعتمد عليها مصر والعالم خلال الفترات المقبلة، كمساهمة في الحد من التلوث البيئي الذي يواجه الكرة الأرضية.
وأكدت الدكتورة رباب الشريف أن ، الهدف الأساسي من الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، هو عدم وجود أي انبعاثات من استخدامه، وهو يمكن أن يتم عمله بالكهرباء، لا بد أن تكون طاقة كهربائية متجددة، مثل الطاقة الناجمة عن السد العالي ومساقط المياه.
وأوضحت أن مصر حريصة للغاية على تعزيز الاستثمارات فى هذا القطاع الحيوي، وهو أحد أهم الأولويات لما له من أهمية قصوى في الوقت الحالى.
ومن جانبه قال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادى، أن مصر تنفذ حاليا سلسلة مشروعات خضراء صديقة للبيئة في قطاعات الطاقة والكهرباء والنقل والمياه والصرف الصحي والري، من بينها مجمع بنبان لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ، ويعد رابع أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم من حيث القدرة الإنتاجية، وأكبر تجمع لمحطات طاقة شمسية بنظام الخلايا الفولتية بدون تخزين على مستوى العالم.
وأكد جاب الله إن “الاستراتيجية المصرية للتحول إلى الاقتصاد الأخر جزء من استراتيجية الدولة المصرية لعام 2030 حيث أن تنفيذ المشروعات بضوابط الاقتصاد الأخضر يضمن لها فرص أفضل للتمويل من المؤسسات الدولية فضلا عن كونها تحسن تصنيف مصر في العديد المؤشرات”.
وأشار إلى أن “قطاع الطاقة هو الأكثر جذبا للاستثمار في مصر، التي تسعى إلى زيادة مزيج الطاقة بشكل تدريجي بحيث تصل نسبة الكهرباء الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة إلى 42 في المائة من إجمالي احتياجاتها بحلول 2035 مقابل 20% في العام الحالي، فضلا عن استخدام الهيدروجين الأخضر الذي يمثل طاقة المستقبل”.
وأشار الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادى ، إلي أهمية الهيدروجين الأخضر من الناحية الاقتصادية مؤكدا أنه سوف يوفر في استخدام الوقود الأحفوري و يساهم إنتاج الهيدروجين الأخضر في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يقلل من تكاليف الاستيراد والاعتماد على مصادر الطاقة المحلية المتجددة. وهذا يعزز الاستقلال الاقتصادي ويحد من التأثيرات السلبية لتقلبات أسعار الوقود.
وأكد أن انتاج الهيدروجين يعمل علي توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي و يعتبر قطاع الهيدروجين الأخضر فرصة لخلق وظائف جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. فإن إامة محطات الإنتاج والتوزيع والبنية التحتية المتعلقة بالهيدروجين الأخضر يتطلب توظيف العديد من العمال المهرة والفنيين والمهندسين. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر في العديد من الصناعات مثل النقل والطاقة والكيميائية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويعمل على تحفيز الابتكار والاستثمارات.
وأوضح جاب الله ، إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يحمل فرصًا كبيرة من الناحية الاقتصادية، حيث يجمع بين الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية ومع استمرار الجهود المبذولة لتعزيز استخدام الهيدروجين الأخضر، يمكن للدول والشركات أن تستفيد من فوائدها المتعددة وتعزز مكانتها في السوق العالمية كمنتجين ومصدرين للطاقة المستدامة.
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، النسخة الرابعة من المائدة المستديرة حول صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر، بمدينة العلمين الجديدة، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والسيد/ وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناةالسويس، والسيد/ أيمن سليمان، المدير التنفيذي لـ “صندوق مصر السيادي”.
كما حضرت المائدة المستديرة السيدة/ هايكه هارمجارت، المديرة التنفيذية لجنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وعدد من ممثلي كبريات الشركات العاملة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة المحلية والعالمية.
وخلال كلمته بالمائدة المستديرة، شرح الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة القدرات التي تمتلكها مصر من الطاقات المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، مستعرضًا كذلك فرص إتاحة المزيد من الأراضي اللازمة لبناء وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة في مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية، بالتنسيق مع المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة.
وأضاف “شاكر”: نظريًا هناك إمكانات لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في مصر بقدرة 350 جيجاوات، وفي مجال الطاقة الشمسية لدينا إمكانات لإنتاج 650 جيجاوات.
وفي غضون ذلك، تطرق الوزير إلى فلسفة منح الحوافز والتفضيلات الضريبية لمشروعات الهيدروجين الأخضر التي تستهدف في الأساس التوسع في هذه المشروعات بالسوق المصرية.
كما تحدث الدكتور محمد شاكر عن الإمكانات التيتتمتع بها شبكة نقل الكهرباء، وفرص دمج مشروعات الطاقة المتجددة بالشبكة الوطنية للكهرباء، مُشيرا إلى أنه على مدار السنوات الـ 7 الماضية بذلت الوزارة جهودًا كبيرة لتقوية وتحديث الشبكة.
كما تحدث وزير البترول خلال المائدة المستديرة قائلًا: في ضوء رؤية التنمية المستدامة للدولة، كما تعلمون اتخذت مصر خطوات مهمة وملحوظة للتوسع في مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، وفي هذا الصدد فإن الهيدروجين الأخضر أصبح أحد أهم المجالات الواعدة بالنسبة لمصر لتحقيق مستهدفاتها نحو الاستدامة.
وأوضح أن إقامة منشآت الهيدروجين الأخضر في مصر تتخطى أهدافها الاستخدامات المحلية إلى خدمة أغراض التصدير محليًا وعالميًا، كما أن اتجاه مصر للتوسع في إنتاج الهيدروجين يتماشى مع التزام الحكومة للوصول إلى خفض مستويات الانبعاثات الكربونية وتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني، ومجابهة أضرار تغير المناخ.
وأكد أن وزارة البترول تدعم إقامة اقتصاد قائم على موارد طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، كما أن الوزارة حريصة على أن تلعب دورًا مهمًا في عملية إنتاج وتصدير الهيدروجين، وفي هذا الصدد، فإن وزارة البترول تعد شريكًا أساسيًا مع عدد من الوزارا الأخرى في صياغة الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، التي دخلت مراحل إعدادها النهائي، ومن المُقرر الإعلان عنها رسميًا قريبًا.
كما تشارك وزارة البترول أيضًا في عملية إقرار الحوافز المطلوبة لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
وفي كلمتها خلال المائدة المستديرة، قالت وزيرة التخطيط إن مصر تتوافر لديها القدرات التي تؤهلها لتكون مركزا إقليميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، إذ تتمتع مصر بموقع استراتيجي مهم للغاية، وقاعدة صناعية عملاقة، مع وجود مصادر هائلة من قدرات الطاقة المتجددة، وهذه العوامل إلى جانب الحوافز الاقتصادية التي تمنحها الحكومة جعلتها واحدة من أكثر الدول المانحة للحوافز لقطاع الطاقة المتجددة بشكل عام، ولقطاع الهيدروجين الأخضر بشكل خاص.
وقالت: نحن فخورون بما تحقق حتى الآن في مجال الهيدروجين الأخضر لكن هذه هي مجرد بداية، فطموحنا هو تطوير كل سلسلة القيمة الخاصة بصناعة الهيدروجين الأخضر بما في ذلك عملية الإنتاج، والأهم هو توطين صناعة مكونات هذه الصناعة المهمة على جميع المستويات، ويشمل ذلك أجهزة التحليل الكهربائي وألواح وخلايا الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح ومكونات محطات تحلية المياه، هذ كله إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية الضرورية التي تمكننا من تسريع عملية التحول نحو الطاقة الخضراء