السعودية تطمح في تبوُّء موقع قيادي في سوق الطاقة النظيفة حيث بدأت العمل على إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، في منطقة نيوم باستثمارات تبلغ 8.4 مليار.
الاثنين 2023/09/04
سعي سعودي للريادة في إنتاج الطاقة النظيفةسعي سعودي للريادة في إنتاج الطاقة النظيفة
الرياض – وقعت شركتا إيني الإيطالية وأكوا باور السعودية، الاثنين، مذكرة تفاهم بشأن تطوير مشترك لمشروع هيدروجين أخضر في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك في منتدى للاستثمار بين إيطاليا والسعودية في ميلانو.
وأبرمت السعودية وإيطاليا اتفاق تفاهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما والاستثمارات ذات الأهمية الاستراتيجية. وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح الاثنين، إن إيطاليا ستكون شريكا طويل المدى للمملكة في قطاعي الطاقة والاستدامة.
وشملت الصفقات الموقعة مذكرة تفاهم بين أكوا باور مع” إيه.تو.إيه” و”إندستري دي نورا” الإيطاليتين للتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، بحسب رويترز.
ويُصنع الهيدروجين الأخضر (الهيدروجين النظيف) عبر استعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتقسيم ذرات الماء، ويُنظر إلى هذا النوع من الوقود على أنه حاسم في التوّل إلى الطاقة النظيفة في العقود القادمة.
وتنظم وزارة الاستثمار السعودية بشراكة مع وزارة الشركات والمنتجات الإيطالية منتدى الاستثمار السعودي – الإيطالي، بمشاركة وحضور عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص من البلدين. ويهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون والشراكة الاستثمارية بين البلدين في عدة مجالات تشمل الطاقة النظيفة والصحة والتصنيع والضيافة وغيرها.
ويتزامن تنظيم المنتدى، بحسب صحف سعودية مع الذكرى التسعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين يقدر حجم التجارة الثنائية بينهما بـ 11 مليار دولار في عام 2022.
وتسعى العديد من الدول العربية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لاستخدامه كبديل للوقود الأحفوري في مجالات مثل الصناعة والطاقة، وذلك في إطار تحقيق أهداف مكافحة تغير المناخ ما خلق جوا من التنافس والسباق غير المعلنين.
وتبدي السعودية اهتماما كبيرا بهذا النوع من الاستثمارات وتأمل في تبوُّء موقع قيادي بهذا السوق، حيث بدأت العمل على إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، في منطقة نيوم السعودية باستثمارات إجمالية تبلغ 8.4 مليار دولار. وذلك في إطار سعيها للتحول نحو التقنيات منخفضة الإنعاثات، من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأعلنت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، في مايو الماضي، إتمام مرحلة الإغلاق المالي للمشروع إذ وقّعت وثائق مالية مع 23 مصرفًا وشركة استثمار محلية وإقليمية ودولية، لإنشاء المصنع. الذي سيضم محطة طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميا بحلول أواخر عام 2026، بحسب السلطات.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، ديفيد إدموندسون “معمل إنتاج الهيدروجين سيبدأ العمل بدءًا من منتصف العام المقبل، لدعم البنية التحتية لكامل منطقة نيوم”، حسبما ذكرت بلومبرغ.
وعلى الرغم من أن الهيدروجين الأخضر ما يزال سعره أعلى بكثير من النفط والغاز الطبيعي، فإن المطوّرين واثقون من قدرتهم على خفض التكاليف بما يكفي لجعله قادرًا على المنافسة.
وأضاف إدموندسون “السوق المحلية بدأت تتطور، وخاصة مدينة نيوم التي تنتقل إلى اقتصاد يعتمد على الهيدروجين، وسنقوم بإنتاج كميات لتلبية الطلب المحلي، وتحديدًا في قطاع النقل خلال المدة المقبلة”.
وكانت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر قد أبرمت اتفاقية تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبنا مع شركة إير برودكتس، بصفتها شركة المقاولات المسؤولة عن تنفيذ الأعمال وضمان تكامل الأنظمة على مستوى المصنع عمومًا.
من جانبها، وقّعت شركة إير برودكتس لمنح عقود رئيسة لعدد من الشركاء في مجالي التكنولوجيا والبناء، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح رئيس شركة نيوم أن شركته عملت ثلاث سنوات تقريبًا، قبل أن تصل لهذه المرحلة، مشيرا إلى اختبار العديد من التقنيات في الأسواق للتأكد من امتلاك الشركة التكنولوجيا الصحيحة. وقال “واجهنا العديد من التحديات، ولكننا نجحنا في الوصول نهاية الأمر، ومن الطبيعي أن نواجه بعض التحديات والمصاعب لأننا نبني أكبر مشروع الهيدروجين الأخضر في العالم”.
وتابع إدموندسون: “لدينا اتفاق حصري مع شركة إير برودكتس لشراء كامل إنتاج المصنع لمدة 30 عامًا مقبلة، وستقوم الشركة بنقل كل المنتجات إلى أوروبا وأسيا وأميركا”.
وتضمن اتفاقية الشراء لنيوم عدم تحمّل أيّ مخاطر من الأسواق، بل إن المشترين الآخرين هم من يتحملون خطر الأسواق، ونوه إدموندسون أنه “لا توجد سوق في السعودية للهيدرجين الأخضر في الوقت الحالي، إذ تعدّ سوقًا ناشئة وجديدة في هذا القطاع، وسنحاول تحفز الطلب على المدى الطويل”.
وسينتج المصنع والذي هو عبارة عن شراكة بين أكوا باور وإير برودكتس ونيوم، ما يصل إلى 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي ستُستعمَل بدورها لإنتاج ما يصل إلى 600 طنٍ متري يوميًا من الهيدروجين الخالي من الكربون مع نهاية عام 2026، على شكل أمونيا خضراء، بصفتها حلًّا فعّالًا من حيث التكلفة لقطاعي النقل والصناعة على المستوى العالمي.
ويُنظر إلى إنتاج الأمونيا الخضراء وتصديرها بأنها ستسهم في إزالة الكربون من قطاعي النقل الثقيل والصناعي؛ إذ ترتفع انبعاثات الكربون بشكل ملحوظ، بما يساعد بدوره على تفادي ما يقارب 5 ملايين طنٍ متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا على مستوى العالم.
وحظيت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر بدعم كبير من الحكومة السعودية، وكانت أول شركة سعودية تحصل على ترخيص صناعي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وكانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية قد منحت، في شهر يناير 2023، رخصة التشغيل الصناعي الأولى لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، في خطوة تطمح المملكة أن تُسهِم بتمهيد الطريق أمامها لقيادة مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.