المعادن تعزز توجهات التحول نحو الطاقة المتجددة

جدول المحتويات
تاريخ النشر

ارتفاع مساهمة التعدين في الناتج المحلي إلى 10.5%

اتفاقات للتنقيب عن النيكل في محافظة الشرقية

احتياطات كبيرة من النحاس.. ومزون للتعدين أبرز الاستثمارات

اقامة مصنع بصحار لإنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم والتشغيل في 2025

تقرير – شمسة الريامية

تتزايد حاجة العالم إلى المعادن اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل التوجه نحو مشروعات الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء القليلة الانبعاثات الكربونية، فأغلب المعادن تدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في بعض أجزاء مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.. حيث يدخل في صناعة البطاريات القابلة للشحن والمستخدمة في السيارات الكهربائية، كما يستخدم الألمنيوم في إطارات الألواح الشمسية وأجزائها الهيكلية، مما قد يرفع الطلب على الألمنيوم إلى 4.6 مليون طن في 2040.

ويلعب معدن النحاس الدور الرئيس الذي يضمن التحول نحو الطاقة المتجددة في اتجاهه الصحيح، فمشروعات الطاقة الشمسية تحتاج نحو ضعف كمية النحاس المطلوبة لتوليد الكهرباء عبر الفحم، كما يعد مادة أساسية في السيارات الكهربائية، إضافة إلى العديد من أجهزة توليد الكهرباء في العالم باعتباره موصلا عالي الكفاءة للكهرباء والحرار، الأمر الذي قد يرفع سعر هذا المعدن إلى مستويات قياسية غير متوقعة في السنوات المقبلة.

ولذلك تسعى سلطنة عمان لحجز مكانة في خريطة المصدرين للنحاس في العالم باعتبارها تملك احتياطات كبيرة من معدن النحاس تصل إلى 50 مليون طن. ويعد مشروع مزون للتعدين أبزر المشاريع في هذا المجال، إذ تقدر تكلفته الاستثمارية نحو 300 مليون دولار بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا، كما يحتوي على احتياطات من هذا المعدن المهم بنحو 22.9 مليون طن.

وشهد العام الماضي التوقيع على اتفاقيات عديدة للتنقيب عن معدن النحاس في سلطنة عمان، إذ وقعت وزارة الطاقة والمعادن اتفاقية مع شركة تنمية معادن عمان للتنقيب عنه بمساحة إجمالية تصل إلى 20 كيلومترا مربعا في ولاية ينقل، وهي الولاية التي يقع فيها مشروع مزون للتعدين.

كما نتج عن دراسة الجدوى الاقتصادية التي قامت بها تنمية معادن عمان وجود احتياطيات جيدة من خام النحاس تقدر بـ2.6 مليون طن بمشروع إعادة تطوير مناجم البيضاء والعرجاء والأسيل بمحافظة الوسطى.

وبشكل عام، تزخر سلطنة عمان بوجود خامات ومعادن متنوعة مثل الكروميت واللاتريت والمغنسيوم والمنغنيز، فضلا عن الخامات الصناعية كلجبس والسليكا والحجر الجيري وأحجار الجابرو. ولذلك تبذل وزارة الطاقة والمعادن جهودا فعالة في عملية الترويج للمواقع التعدينية التي تتوفر بها معادن بكميات تجارية وطرحها للمزايدات، إذ طرحت مؤخرا مزايدات عامة على 3 مواقع تعدينية في ولاية صلالة على مساحة تقدر بـ5 كيلو مترات مربعة.

كما أعلنت الوزارة مؤخرا عن طرح مزايدة لـ6 مناطق امتياز تعدينية في 3 محافظات، منها 3 مواقع في محافظة ظفار، للتنقيب عن الجبس والحجر الجيري والدولومايت والفوسفات والأطيان، إضافة إلى 3 مناطق امتياز في شمال الشرقية للكشف عن النحاس والفضة والكروم والبازلت والرخام والذهب، وموقع واحد في محافظة البريمي يحتوي على النحاس والذهب والفضة والكروم والبازلت والجبس.

وتتبنى الوزارة خطة واضحة المعالم لتطوير قطاع التعدين بشكل عام في سلطنة عمان من خلال إنشاء مناطق امتياز تعدينية بمساحات كبيرة، تشبه مناطق امتيازات النفط والغاز. إضافة إلى عقد شراكات جديدة لجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية في صناعة واستخراج المعادن، مما أدى إلى ارتفاع نسبة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي 10.5% بنهاية العام الماضي. كما أظهرت بيانات نشرتها لوزارة أن إجمالي إنتاج سلطنة عمان من المعادن بنهاية 2021 بلغ حوالي 60.3 مليون طن، بينما وصل إجمالي كميات المعادن المباعة 57.5 مليون طن.

وفي إطار جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع الحيوي، منحت الوزارة مستثمرا أجنبيا ” شركة نايتس باي” البريطانية لأول مرة فرصة التنقيب واستخراج معدن النيكل ومشتقاته بنقاوة عالية في المنطقة التعدينية 21 في ولاية إبراء بشمال الشرقية. وهي خطوة حقيقية تمهد لظهور شراكات على نفس الطريقة في المستقبل، وتنويع الاستثمارات مما ينعكس إيجابا على تطوير الاقتصاد الوطني ورفع جودة التصنيع.

وتقدر الاستثمارات المبدئية والمتعلقة بمرحلة الاستكشاف والتقييم لهذا المشروع من حوالي 25 إلى 30 مليون دولار أمريكي في السنوات الثلاث الأولى، إذ تشمل المسوحات الجيولوجية وحفر آبار استكشافية وتقييمية على مساحة 1444 كم مربع، إضافة إلى التحاليل الكيميائية لمعرفة كميات الاحتياطي التعديني وفق المقاييس الدولية المعتمدة.

وكانت وزارة الطاقة والمعادن قد وقعت العام الماضي 12 اتفاقية مع شركة تنمية معادن عمان لاستخراج معادن فلزية كالنحاس والذهب والكروم على مساحة إجمالية تقدر بـ21480 كم مربع، 8 ناطق يتركز معظمها في محافظات شمال وجنوب الباطنة والظاهرة والبريمي والداخلية وشمال وجنوب الشرقية، وجميعها مناطق امتياز من التنقيب إلى التعدين، ومنطقة واحدة منها وصلت لمرحلة متقدمة من التنقيب للبدء بالتعدين تقع في ولاية ينقل بمساحة إجمالية تصل إلى 20 كيلومترا مربعا لخام النحاس.

كما شملت الاتفاقيات التنقيب عن المعادن الصناعية مثل خامات الدولومايت والسيليكا والجبس والحجر الجيري وتتركز في محافظتي مسقط وظفار، وثلاث مناطق منها وصلت لمرحلة متقدمة من التنقيب للبدء بالتعدين فيها وذلك في ولاية شليم بمساحة إجمالية تصل إلى 1489 كيلومترا مربعا وتتضمن خامات الدولومايت والحجر الجيري والجبس.

وتعد شركة تنمية معادن عمان الذراع الاستثماري لقطاع التعدين في سلطنة عمان وتقوم بالعديد من المشاريع المهمة من خلال استغلال الموارد التعدينية التي تزخر بها عمان، إضافة إلى تنمية القيمة المحلية المضافة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للدخول في الاستثمار في هذا المجال.

وفي عام 2022 نفذت الشركة مجموعة من أعمال لاستكشاف المعادن الفلزية في مناطق الامتياز الممنوحة لها من خلال الاعتماد على المسوحات الجيوفيزيائية باستخدم الأجهزة المحمولة على الطائرة التي بلغت 16 ألف كيلومتر كربع. إضافة إلى المسوحات الجيوكيميائية من خلال دراسة رواسب التيارات في المجاري المائية، حيث أكمل فريق الاستكشاف في العام الماضي 50% من برنامج المسوحات الجيوكيميائية من خلال فحص 500 عينة من الرواسب.

كما توصلت برامج الاستكشاف والتنقيب إلى استكشاف احتياطيات تجارية من خام السيليكا عالي الجودة في ولاية محوت تقدر بحوالي 40 مليون طن، وقامت بتأسيس شركة الوسطى للتعدين لتتولى تطوير المشروع لدعم صناعات الزجاج المحلية في المرحلة الأولى من الإنتاج.

وفي إطار توسيع القاعدة الصناعية للصناعات التحويلية في قطاع التعدين في سلطنة عمان، وضعت الشركة حجر الأساس لمشروع صحار للتيتانيوم لإنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم في المنطقة الحرة بصحار على مساحة تزيد عن 120 ألف متر مربع، ومن المتوقع البدء في التشغيل التجريبي للمصنع في الربع الأول من 2025.

واكتشفت الشركة مخزونا تجاريا من خام الحجر الجيري يقدر بـ150 مليون طن في وادي منطقة الامتياز التابعة لها في وادي الجزي والذي يمكن استخدامه في صناعات عديدة كالحديد والأصباغ.
https://www.omandaily.om/الاقتصادية a/المعاد-تعزز-توجهات-التحول-نحو-الطاقة-المتجددة

التصنيفات