الغاز الطبيعي يمثل 24% من مزيج الطاقة بحلول 2050 (تقرير)

جدول المحتويات
تاريخ النشر

قدّرت شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) أن حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي ستبقى عند نحو 22% إلى 24% بحلول عام 2050، قبل أسبوعين من انعقاد قمة المناخ كوب 28.

ووصفت الشركة تقرير توقعات نظام الطاقة لعام 2023 -الذي نُشر في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بأنه “أكثر واقعية” من منظور وكالة الطاقة الدولية، التي تراهن على ذروة الطلب على الغاز والنفط والفحم خلال العقد المقبل.

وأظهر تحليل شركة النفط الفرنسية الكبرى للمدّة بين 2000 و2021 أنّ تحول الطاقة قد بدأ، ولكنه لا يتقدم “بالسرعة الكافية”، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما أدى الاستعمال الأفضل للطاقة خلال هذه المدّة إلى فصل نمو الطلب على الطاقة عن نمو الناتج المحلي الإجمالي، فإن حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة ما تزال نحو 80%.

وبما أن نمو الطلب على الطاقة يرتبط بارتفاع عدد سكان العالم، فإن الاستثمار الحالي في مصادر الطاقة منخفضة الكربون “غير كافٍ” لتلبية هذا النمو في الطلب، بحسب التوقعات الجديدة لشركة توتال.

سيناريو مزيج الطاقة الحالي
تعمل توقعات نظام الطاقة لعام 2023، التي نُشرت للعام الخامس على الوالي، على تحديث سيناريوهات نظام الطاقة العالمي حتى عام 2050، ومقارنتها بسيناريو “المسار والسرعة في الوقت الحالي” لتقييم تأثير مختلف عمليات إزالة الكربون بشكل أفضل.

علاوةً على ذلك، تميز هذه التوقعات بين 3 مناطق جغرافية: الدول الـ40 التي التزمت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والصين، وجنوب العالم الذي يشمل بقية الدول.

واستنادًا إلى التوقعات الديموغرافية، سيزيد عدد سكان العالم بمقدار 1.7 مليار نسمة من الآن وحتى عام 2050 في جنوب العالم، في حين من المتوقع ارتفاع مستويات المعيشة إلى أكثر من الضعف، وزيادة الطلب على الطاقة بأكثر من 70%، بينما سيكون مستقرًا في الصين، وينخفض بنسبة 20% في الدول الـ40.

ومن الآن وحتى عام 2050، سيكون التحدي هو التوفيق بين التحول في مجال الطاقة وهذا النمو في “جنوب العالم”، بحسب ما جاء في التقرير الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

أحد مواقع النفط والغاز التابعة لشركة توتال إنرجي
أحد مواقع النفط والغاز التابعة لشركة توتال إنرجي – الصورة من الموقع الرسمي للشركة
ويؤدي سيناريو “المسار والسرعة في الوقت الحالي” (Current Course & Speed) لشركة توتال إنرجي، الذي يرد الاتجاهات الحالية في تحول نظام الطاقة، إلى زيادة درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، ومن ثم، يُعدّ غير مستدام نظرًا لكثافة الانبعاثات.

وستنخفض حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة العالمي من 80% في عام 2021 إلى 70% في عام 2050، إذ تصل حصة الفحم إلى 20%، والنفط 25%، والغاز الطبيعي 24%.

ويعمل هذا السيناريو على توسيع مكاسب كفاءة استهلاك الطاقة التي لوحظت خلال متوسط السنوات الـ5 الماضية، أي 2.0% على أساس سنوي مقارنةً بـ1.4% على أساس سنوي خلال السنوات الـ20 الماضية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن النتيجة النهائية ليست كافية لتمكين الدول الـ40 والصين من تحقيق أهدافها للمدّة 2050-2060، في حين إن الاستثمارات العالمية في الطاقة منخفضة الكربون ليست كافية لنشرها في دول الجنوب.

سيناريوهات أخرى لتوقعات الطاقة
يقدّم سيناريو الزخم (Momentum) الخاص بشركة توتال إنرجي نهجًا تطلعيًا، يدمج إستراتيجيات إزالة الكربون في الدول الـ40، فضلًا عن الإسهامات المحددة وطنيًا من البلدان الأخرى.

وينطوي هذا السيناريو على مكاسب كبيرة في كفاءة استهلاك الطاقة في جميع الدول، والتي تبلغ 2.4% على أساس سنوي خلالالمدّة 2021-2050، مقابل 2.0% على أساس سنوي في سيناريو المسار والسرعة في الوقت الحالي، والكهربة الخضراء لوسائل النقل البري في الدول الـ40 وفي الصين، والتخلص التدريجي من الفحم في الدول الـ40، وانخفاض حادّ في استهلاك الصين.

بالإضافة إلى ذلك، يشمل السيناريو استعمال الغاز الطبيعي بوصفه طاقة انتقالية للكهرباء والصناعة في جميع الدول، وزيادة استعمال الهيدروجين بعد عام 2030 في الدول الـ40 والصين، وخاصةً في الصناعة.

وتنخفض حصة الوقود الأحفوري إلى 55% من مزيج الطاقة العالمي؛ إذ تبلغ حصة الفحم نحو 14%، والنفط 17%، والغاز الطبيعي 24%.

وعلى الرغم من أن الوقود الأحفوري ما يزال يغطي نصف النمو في الطلب على الطاقة في دول الجنوب بسبب عدم كفاية الاستثمار منخفض الكربون، فإن السيناريو يؤدي إلى زيادة في درجات الحرارة بمقدار 2.1 إلى 2.2 درجة مئوية بحلول عام 2100.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات مزيج الطاقة العالمي بحلول 2050، استنادًا إلى تقديرات شركة توتال إنرجي:

توقعات مزيج الطاقة العالمي بحلول 2050

بينما صُمِّمَ سيناريو “الخرق” (Rupture) الخاص بالشركة لتحقيق زيادةفي درجة الحرارة أقلّ من درجتين مئويتين بحلول عام 2100، ويتصور نشرًا واسع النطاق لأدوات إزالة الكربون التي طورتها الدول الـ40 والصين على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

وتنخفض حصة الوقود الأحفوري من مزيج الطاقة العالمي إلى 40%؛ إذ تصل حصة الفحم إلى 6%، والنفط إلى 12%، والغاز الطبيعي إلى 22%.

وهذا السيناريو، الذي يؤدي إلى زيادة في درجات الحرارة بمقدار 1.7 إلى 1.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، يعني ضمنًا أيضًا زيادة تغلغل الطاقات الجديدة، مثل الهيدروجين الأخضر في الصناعة والنقل، والوقود الحيوي، والغاز الحيوي.

موضوعات متعلقة..

التصنيفات