يسافر أكبر صاروخ في أوروبا على متن سفينة شحن تعمل بالرياح.. هل تستعيد الأشرعة مجدها السابق؟

جدول المحتويات
تاريخ النشر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– تُعتَبر Canopée سفينة شحن ذات تصميم غير اعتيادي، وبحمولة غير عادية للغاية.

وتتميز السفينة بأربع أشرعة يبلغ ارتفاعها 37 مترًا فوق سطحها الرئيسي.

وتبلغ مساحة الأشرعة معًا حوالي 1،486 مترًا مربعًا، ويمكنها منح السفينة التي يبلغ وزنها 3،150 طنًا دفعة كبيرة عندما تكون ظروف الرياح مواتية.

ومع أنّ مصدر الطاقة الأساسي في Canopée لا يزال عبارة عن زوج من محركات الديزل، إلا أن السفينة تقدم لمحة عن مستقبل صناعة الشحن.

تتمع سفينة Canopée بتصميم غير اعتيادي.تصوير: Tom Van Oossanen/Alizés

ويمكن للأشرعة، التي يطلق عليها اسم "أجنحة المحيط" (Oceanwings) كونها تشبه أجنحة الطائرات عند نشرها بالكامل، خفض استهلاك الوقود إلى النصف.

وقال المدير الإداري لشركة Alizés الفرنسية المشغلة للسفينة، نيلز جويو: "عندما تكون الرياح في أفضل الظروف، يمكننا توفير ما يصل إلى 50% أو 60%، ولكن في بعض الحالات يمكن لذلك أن ينخفض إلى 10% أو 15%".

وأضاف: "في الوقت الحالي، نتوقع توفير حوالي 30% في المتوسط، لكننا سنحتاج إلى عدة سنوات أخرى من التشغيل حتّى نتمكن تأكيد هذا التوقع".

وصُمِّمت السفينة لنقل Ariane 6، وهو أحدث وأكبر صاروخ فضائي في أوروبا، ومن المتوقع إطلاقه في منتصف عام 2024.

صورة تخيلية لصاروخ Ariane 6.Credit: ESA

وتم بناء أجزاء الصاروخ في منشآت بجميع أنحاء أوروبا، ويجب تسليمها إلى الميناء الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الواقع في غيانا الفرنسية، وهي منطقة تابعة لفرنسا في شمال شرق أمريكا الجنوبية.

وأكملت Canopée رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي، أثناء نشر أشرعتها، وحمل أجزاء من الصاروخ، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، لبدء المرحلة النهائية من تطوير برنامج Ariane 6.

مُصمَّمة خصيصًا

وصول السفينة إلى ميناء بارياكابو في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023.Credit: JM Guillon

ويمثل الشحن 3% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم تقريبًا، وتنقل هذه الصناعة حوالي 90% من بضائع العالم.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام، قامت المنظمة البحرية الدولية، وهي فرع الأمم المتحدة المُنظِّم للشحن، بتشديد أهدافها المناخية، وتهدف الآن إلى الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050 تقريبًا، مع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 20% على الألبحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2008.

وإلى جانب أنواع الوقود النظيفة، مثل الأمونيا الخضراء، يمكن أن يكون الدفع بالرياح من الطرق المهمة لتحقيق هذه الأهداف.

وبنيت سفينة Canopée في بولندا، وأبحرت في المياه لأول مرة في نهاية عام 2022، وذلك قبل تركيب الأشرعة في صيف عام 2023.

وتُمكِّن "أجنحة المحيط" الناعمة المصنوعة من القماش الشراعي والمثبتة على السفينة الطاقم من ضبط ارتفاع الأشرعة على طول الصاري من جسرها، بحسب ما أوضحه كريستيان دي بوكيلير، وهو مؤلف كتاب Trade Winds المتمحور حول نهضة سفن الشحن الشراعية، وباحث في جامعة "ملبورن".

وليس لدي بوكيلير أي علاقة بالمشروع.

رياح التغيير

ووفقًا للأمين العام لـInternational Windship Association، (مجموعة غير ربحية تروج لحلول الدفع بالرياح في المجال الملاحي)، جافين أولرايت، هناك حاليًا 31 سفينة شحن كبيرة (ذات حمولة إجمالية تتجاوز 400 طن) تعمل بمساعدة الرياح في جميع أنحاء العالم، مع توقع وصول 20 سفينة أخرى إلى المياه قبل نهاية العام.

ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى مئة سفينة بحلول أوائل عام 2025.

وهناك ما لا يقل عن 6 أنوع ختلفة من التقنيات الممثلة بين تلك السفن الـ 31، مع كون الأشرعة الدوارة، وهي أسطوانات عمودية كبيرة تدور لتوليد قوة الدفع، الأكثر شيوعًا.

كما تمثّل الأشرعة الصلبة المستوحاة من أجنحة الطائرات خيارًا شائعًا آخر.

ورُغم وجود أسطول عالمي يضم حوالي 60 ألف سفينة تجارية كبيرة، إلا أنّ تأثير هذه السفن يظل محدودًا، بحسب دي بوكيلير.

ومع ذلك، أشار دي بوكيلير إلى أنّ الإقبال على الدفع بالرياح يؤدي إلى عائد ثلاثي، وأوضح قائلاً: "إنّه يقلل من استخدام الوقود الأحفوري في القريب العاجل، ويقلل من الحاجة إلى الوقود عديم الانبعاثات عند البدء باستبدال الوقود الأحفوري، ما يساعد في تسريع عملية التحول، ويتيح لشركات الشحن الاعتماد على مصدر مجاني للطاقة لا يخضع لتقلبات الأسعار".

وأفاد دي بوكيلير أنّ تقييم أوراق اعتماد الاستدامة لـCanopée’s بشكلٍ صحيح سيستغرق بعض الوقت، لكن الإنجاز الأولي واضح، وفقًا له، مشيرًا إلى أنّ السفينة "موجودة، وتساعد أصحاب السفن ومشغليها بالتأكيد على رؤية أنّ الدفع بالرياح هو خيار يمكنهم الاستثمار فيه اليوم لخفض الانبعاثات في جدولٍ زمني قصير جدًا، خاصة وأنّ عمليات التديثممكنة في معظم أنواع السفن".

التصنيفات