أرخص هيدروجين أخضر في العالم.. الهند تروج لنفسها

جدول المحتويات
تاريخ النشر

أكدت الهند قدرتها على إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم، مع تطلّعها إلى زيادة موارد خزينتها من إيرادات تصدير الوقود النظيف إلى الأسواق الخارجية.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الطاقة الجديدة والمتجددة، راج كومار سينغ، إلى الجهود الجارية لخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتصديره للخارج بسعر تنافسي.

جاء ذلك خلال اجتماع عقَدَه مع ممثلي الوزارات المعنية، ومطوري المشروعات، وأصحاب المصالح من داخل الصناعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

استهدف الاجتماع الاطلاع على المشكلات التي يواجهها مطورو مشروعات الهيدروجين الأخضر في الهند، ودور الحكومة في التغلب عليها.

وقال “سينغ”، إن وزارته ستعمل مع مع الوزارات ذات الصلة لضمان سهولة ممارسة الأعمال بالقطاع، بحسب تقرير نشرته صحيفة “إنرجي وورلد” (The Energy World) المحلية واسعة الانتشار.

أرخص هيدروجين أخضر عالميًا
قال وزير الطاقة الجديدة والمتجددة في الهند راج كومار سينغ، إن بلاده ستقوم بكل ما هو ممكن لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية.

وأضاف أن الهند قادرة على إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم، بدعم من الشبكة الموحدة والقدرات الضخمة لتوليدالكهرباء من مصادر متجددة.

وأوضح: “سنبذل قصارى الجهد لجعل الهند تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في مهمة الهيدروجين الأخضر الوطنية”.

واعتمدت الهند ما أسمته “مهمة الهيدروجين الأخضر” في يناير/كانون الثاني من العام الجاري (2023)، بهدف جعل الهند مركزًا عالميًا للإنتاج.

وكان من أبرز أهداف المهمة إنتاج 5 ملايين طن متري سنويًا، وإضافة قدرات طاقة متجددة بنحو 125 غيغاواط، وضخ استثمارات بقيمة 100 مليار دولار أميركي، حتى تتمكن الدولة من إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم.

ونتيجة ذلك، سيوفر القطاع 600 ألف فرصة عمل، وسيخفض قيمة واردات الوقود الأحفوري بما يزيد عن 12 مليار دولار، وسيخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنحو 50 مليون طن متري سنويًا.

وزير الطاقة الجديدة والمتجددة راج كومار سينغ
وزير الطاقة الجديدة والمتجددة راج كومار سينغ – الصورة من “إيكونوميك تايمز”
تحديات تبحث عن حلول
تقول وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن إنتاج مليون طن متري من الهيدروجين يستلزم توفير 25 غيغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة، في حين يتطلب إنتاج مليون طن متري من الأمونيا لخضراء 5 غيغاواط من الكهرباء المتجددة.

ويُنتَج الهيدروجين عبر فصل المياه بوساطة أجهزة التحليل الكهربائي إلى أكسجين وهيدروجين، وإذا كانت الكهرباء المستعملة في هذه العملية منتَجة من مصادر متجددة مثل الشمس والرياح، يُطلق عليه الهيدروجين أخضر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبهم، طالب ممثلو الشركات الحاضرون في الاجتماع بمشاركة معلومات عن مواقع الهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء المقرر إنشاؤها مستقبلًا، وكذلك حجم السحب منها، من أجل تنظيم البنية الأساسية لشبكة التوزيع بصورة ملائمة.

كما أثاروا نقاشًا حول سياسات المناطق الاقتصادية المتخصصة، والبنود التنظيمية، وشروط التعاقد، ورسوم الطلب التي تفرضها الولايات، والقضايا الأخرى المؤثرة بخفض إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند، كما طلبوا إصدار قانون يمكّنهم من إنتاج وتوريد الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بأسعار تنافسية عالمية.

بدوره، أكد الوزير سينغ أن الحكومة ستتخذ كل الخطوات الممكنة لحلّ تلك القضايا، مشيرًا إلى التزام بلاده بكونها لاعبًا تنافسيًا على صعيد تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

كما أكد الوزير أنه لا تهاون بشأن سلامة الشبكة، م ضمان إنتاج الهيدروجين الأخضر بسعر تنافسي في الوقت ذاته.

حافلات الهيدروجين الأخضر
تتفق تصريحات وزير الطاقة الجديدة والمتجددة بشأن آمال تصدير الهيدروجين الأخضر، مع أخرى أدلى بها وزير النفط والغاز هارديب سينغ بوري، الذي توقّع أن تتمكن البلاد من تصدير الوقود الأخضر خلال السنوات المقبلة.

وقال بوري، إن بلاده ستصبح مصدرًا لوقود الهيدروجين، التي بدأت تستعمله في حافلات النقل العام، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا إنرجي وورلد” الهندية (The Energy World)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جاءت تصريحات الوزير خلال حفل إطلاق أول حافلة تعمل بوقود الهيدروجين الأخضر في الهند، واعدًا في الوقت نفسه بإضافة 15 حافلة أخرى بالعاصمة نيودلهي قبل نهاية عام (2023)، ضمن خطة للوصول بعدد حافلات الهيدروجين الأخضر إلى 350.

وأوضح أن استعمال خلايا وقود الهيدروجين الأخضر لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الحافلة بالاعتماد على الماء فقط، قد يخلق أكثر منتج صديق للبيئة في قطاع النقل، بالمقارنة مع الحافلات العاملة بالبنزين والديزل.

وأضاف: “يبرز وقود الهيدروجين الذي تزيد فيه معدلات الكهرباء بمقدار 3 أضعاف المنتجات الأخرى، إضفة إلى خلوّه من انبعاثات الكربون، بوصفه وقودًا أنظف، وفرصة أعلى كفاءة لتلبية متطلبات الطاقة”.

وسلّط الضوء على إمكانات الشحن السريع من وقود الهيدروجين؛ إذ إن الحافلة تحصل على الشحن الكهربائي خلال دقائق معدودة، ما يجعله تقدمًا مهمًا في قطاع النقل العام.

وزير النفط الهندي هارديب سينغ
وزير النفط الهندي هارديب سينغ- الصورة من “هندوستان تايمز”
دعم مالي للبحوث والتطوير
احتفلت الهند باليوم العالمي للهيدروجين، الذي يوافق 8 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، بحضور وزير الطاقة الجديدة والمتجددة، وخبراء بالصناعة والمجال الأكاديمي، لاستكشاف آفاق الهيدروجين بوصفه مصدر وقود أخضر ومستدام.

وخلال الفعالية، كشفت الوزارة خريطة البحث والتطوير الخاصة بمهمة الهيدروجين الوطنية التي أطلقتها البلاد في مارس/آذار من العام الماضي (2022)، وذلك بحسب بيان صحفي نشرته الحكومة عبر موقعها الرسمي.

تتضمن الخريطة تخصيص 400 كرور روبية (480 ألف دولار أميركي) لتطوير بيئة فاعلة للبحوث والتطوير؛ بما يساعد على تسويق الهيدروجين الأخضر، والإسهام في طموحات الهند المناخية والطاقية.

كما تنص على أهداف تطوير مواد وتقنيات وبنية أساسية جيدة من أجل تحسين كفاءة وموثوقية والفعالية مقابل التكلفة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ونقله وتخزينه، وكسر الحواجز التقنية، والتخلص من التحديات التي تواجه صناعة الهيدروجين.

وقال وزير الطاقة الجديدة والمتجددة، في رسالة عبر الفيديو، إن الهيدروجين يحمل آفاقًا واعدة ومستقبلًا أكثر استدامة، مضيفًا: “الهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة، ويمكنه إحداث ثورة في مشهد الطاقة، وتخفيف آثار تغير المناخ، وتزويد اقتصاداتنا بالطاقة النظيفة”.

وتابع: “دعونا نؤكد التزامنا بالبحث والتطوير، ونشر حلول الهيدروجين، دعونا نُلهم صناعاتنا ومجتمعاتنا لتبنّي الهيدروجين بوصفه لاعبًا رئيسًا في تحول الطاقة.. معًا، يمكننا ضمان أن الهيدروجين سيصبح علامة فارقة في المستقبل المستدام والمزدهر لكوكبنا الأرض”.

التصنيفات