يستعد قطاع الهيدروجين الناشئ في أوروبا لمواجهة مع المفوضية الأوروبية على خلفية مجموعة من القوانين الجديدة التي يعتبرها القطاع “عائقاً” أمام نمو الوقود النظيف.خططت “مابانفت غروب” (Mabanaft Group)، ومقرها في هامبورغ، عبر شركة “أويل تانكينغ دويتشلاند” (Oiltanking Deutschland) التابعة لها، وشركة “إير برودكتس آند كيميكالز” الأميركية لبناء منشأة لتحويل الأمونيا إلى هيدروجين بميناء هامبورغ الألماني بحلول 2026، لكن المشروع تعطل وسط المحادثات المستمرة مع المفوضية الأوروبية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.قالت المفوضية إن الإجراءات التشريعية مستمرة، لكن الصورة النهائية للإطار التنظيمي قابلة للتغيير.الخلاف مهم نظراً لأن الهيدروجين، الذي يُحوّل إلى أمونيا سائلة لتسهيل نقله، يعد أداة أساسية لخفض الانبعاثات الناتجة عن بعض أشد القطاعات استهلاكاً للطاقة. كما أن النزاع يضع مبادئ المنافسة العادلة في مواجهة احتياجات الشركات للتمكّن من وضع خطط واضحة بما يكفي لجذب التمويل. ضمن مقترحاتها للأمر التوجيهي بخصوص الغاز المتجدد والهيدروجين؛ اشترطت المفوضية ضمان قدرة وصول الآخرين إلى المحطات، مما يعني أنه سيتعين علالمستثمرين عرض أي سعة إنتاجية إضافية في السوق.خلاف على التعاقدات طويلة الأجلأشارت “مابانفت” إلى أنه في سبيل الحصول على تمويل مصرفي لمنشأة تفكيك الأمونيا المزمع إنشاؤها؛ سيتوجب عليها توقيع عقود طويلة الأجل لمدة 20 عاماً تقريباً لكل السعة الإنتاجية في أقرب وقت ممكن، وفقاً للمطلعين على الأمر. رفضت الشركة التعليق نظراً لسرية المحادثات مع المؤسسات الألمانية والأوروبية.اقرأ أيضاً: “يونيبر” الألمانية تبحث مع “مصدر” الإماراتية شراء الأمونيا الخضراءأقر وزير الاقتصاد الألماني أن بعض المستثمرين أبدوا قلقهم، وقال إن التنظيم الأوروبي يسعى إلى منع التعاقدات الحصرية طويلة الأجل. يتيح مقترح المفوضية الفرصة للدول الأعضاء لمساعدة المستثمرين، إذ قد تُعفي الجهات التنظيمية مشروعات البنية التحتية الجديدة للهيدروجين، بما فيها محطات الأمونيا السائلة، بموجب شروط محددة.أعرب متعاملون محتملون بالسوق عن مخاوفهم أيضاً. أشار اتحاد شركات “إيه إن بي واي” (EnBW)، و”في إن جي” (VNG AG)، و”جي إي آر إيه” (JERA Co. Inc.) لـ”بلومبرغ” إلى أن المستثمرين “يرغبون في رؤية نتائج الاستثمارات الكبيرة في وحدات التفكيك بأسرع ما يمكن،بلتالي؛ فإنهم يريدون تسويق كل السعة الإنتاجية من البداية نظراً لأسباب تجارية”. تُنهي الشركات دراسة جدوى إنشاء منشأة لتفكيك الأمونيا في روستوك، شرق ألمانيا.قالت شركة “يونيبر” (Uniper SE) في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستشتري وتشحن الأمونيا التي تنتجها “جي إي آر إيه أميركاز” و”كونوكو فيلبس” على ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة، وأضافت أن هناك حاجة للموازنة الدقيقة عند تنظيم سوق ناشئة، وأن “المتطلبات التنظيمية الأشد صرامة عن اللازم أو المبهمة بأكثر مما يجب، قد تعيق الاستثمار”.