بينما تسعى الدول لتحقيق هدف صافي الكربون، هناك دول تسعى لتحقيق سالب الكربون.
تسعى دول العالم للوصول إلى الحياد الكربوني، وتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة، لكن تطمح الدول التي وصلت إلى الحياد الكربوني أن تتجاوز هذا الحد، وتتجه نحو سالب الكربون، وتحقيق أهداف مناخية أعمق وأكثر صحة للكوكب. بل وتستفيد وتستطيع بيع أرصدتها من الكربون، والحصول على مقابل مادي، ومن جانب آخر تصبح أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
مفهوم سالب الكربون
لكي نفهم ماذا يعني سالب الكربون؟، يجب أولًا النظر إلى صفر الكربون أو الحياد الكربوني، وهي الحالة التي يحصل فيها توازن بين كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة والكمية التي تتم إزالتها أو احتجازها من الكربون. أما في حالة سالب الكربون؛ يتم احتجاز كمية من الغازات الدفيئة أكثر من الكمية المنبعثة، وتخطي صفر الكربون إلى سالب الكربون.ما قصة أسواق الكربون؟دول سالبة الكربونبينما تسعى دول العالم للوصول إلى الحياد الكربوني، هناك العديد من الدول التي وصلت إلى سالب الكربون، من ضمنها:
بوتان: وهذا أمر طبيعي، خاصة أنّ 70% من مساحتها عبارة عن غابات، ما يساعدها في امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيالكربون.
بنما: مثل بوتان، تتمتع بنما بغطاء نباتي يغطي ما يزيد عن 65% من مساحتها، بالإضافة إلى كونها واحدة من الدول التي ترسل انبعاثات غازية قليلة للغلاف الجوي، لكن يتم احتجازها بواسطة أشجار غابات بنما.
سورينام: تتمتع سورينام أيضًا بغطاء نباتي كثيف جدًا، قادر على امتصاص كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، بنسبة أعلى من التي تُطلقها الدولة.
تتميز هذه الدول سالبة الكربون الثلاث باحتوائها على غطاء نباتي كثيف، يساعدها في امتصاص كميات أكبر من المبعثة من الغازات الدفيئة. لكن هناك دولا أخرى، تتخذ إجراءاتها من أجل الوصول إلى سالب الكربون، بطرائق مختلفة، من ضمنها:
توفالو: وهي إحدى الدول الجزرية في المحيط الهادئ، تعمل على الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة؛ للوصول إلى سالب الكربون.
تونغا: وهي أيضًا دولة جزرية في المحيط الهادئ، في طريقها لتحقيق سالب الكربون؛ إذ تُطلق كميات ضئيلة من الانبعاثات، وفي نفس الوقت، تتخذ إجراءات صارمة في قطاعات الصيد والزراعة والسياحة؛ لتكون أكثر استدامة.
مونتسيرات: وهي جزيرة في البحر الكاريبي، تابعة لبريطانيا، وواحدة من الدول التي تُطلق انبعاثات ضئيلة جداعلى مستوى العالم.
حاجة
ربما صار هدف الوصول إلى سالب الكربون حاجة؛ فوفقًا لـ«الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» (IPCC)، يحتاج العالم ألا يتجاوز عتبة الـ 1.5 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة؛ تجنبًا للأزمات العالمية المترتبة على ذلك. وهو أحد أهداف اتفاقية باريس في عام 2015. وعليه، يحتاج العالم لاتخاذ التدابير اللازمة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بأقرب وقت.كيف تتكيف الطيور مع التغيرات المناخية؟ كيف يمكننا الوصول إلى إزالة الكربون من الغلاف الجوي؟
حسنًا، الآلية المتاحة باختصار، هي تنفيذ إجراءات تقليل الانبعاثات من المصدر، وذلك عبر:
إضافة الفحم الحيوي: عند إضافة الفحم الحيوي إلى التربة؛ فهو يساعدها على أن تكون غنية بالمواد الغذائية من جانب، ومن ناحية أخرى، يُحافظ على كمية الكربون المخزنة فيها.
التشجير: وهي تعني تعمير الأرض بالأشجار، حتى في المساحات التي لا توجد فيها غابات.
إعادة التحريج: أي؛ استعادة الغابات على الأراضي التي كانت فيها سابقًا.
إضافة المغذيات للمحيطات: فهذا يعزز قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينها.
الطاقة المتجددة: يُساعد الانتقال إلى الطاقة التجدة في تقليل الانبعاثات الغازية. وهذه توجهات توفالو، للوصول إلى سالب الكربون.
تُمثل إزالة الكربون من الغلاف الجوي، والوصول إلى الحياد الكربوني ومن ثم سالب الكربون أملًا لكثير من المهتمين بقضايا البيئة حول العالم؛ لتخفيف وطأة التغير المناخي، خاصة وأنّ هناك دول صارت سالبة الكربون بالفعل، وأخرى في طريقها.