تحويل مخلفات “ورد النيل” لوقود..تقنية مبتكرة تنتظر التطبيق

Table of Contents

أخيرا . كشفت التكنولوجيا الحديثة عن حل فعال و آمن لمشكلة ورد النيل الذي يمتص نحو 3 مليارات متر مكعب من النهر ويحجب الأكسجين ليلا ويمنع تكاثر الأسماك ويعيق عملية الري والملاحة في المجاري المائية العذبة وغيرها من مشكلات بيئية وذلك من خلال تقنية جديدة فاز مبتكرها الدكتور أحمد على أبو العطا موسي،أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة في جامعة المنصورة بالمركز الأول فى التحدى الخامس الذى أطلقته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بعنوان “حلول تكنولوجية اقتصادية وصديقة للبيئة للتخلص من ورد النيل” من إجمالي 38 مقترحا لحلول علمية مبتكرة للمشكلة.

وقررت لجان التقييم استبعاد 14 مقترحا لخروجها عن موضوع التحدي، وفاز بالمركز الثانى الدكتور وائل محمود خير الدين، بالجامعة المصرية اليابانية،وتم حجب الجائزة الخاصة بالمركز الثالث لعدم حصول أي من المقترحات الأخرى على التقييم المناسب.

وحول أهمية هذه التقنية المبتكرة وسبل تطبيقها أجرى موقع أخبار مصر حوارا خاصا مع الدكتور أحمد على أبو العطا موسي،أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة بجامعة المنصورة.الفائز بالمركز الأول في تحدي خطر ورد النيل المعروف باسم «يسنت الماء»:
د.أحمد موسى

#ما مشاعرك لحظة الفوز؟

-طبعا كانت لحظة مفعمة بكل مشاعر السعادة نظرا لأن التحدي الذي أطلقته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في 27 فبراير 2023 بهدف استقبال حلول تكنولوجية اقتصادية وصديقة للبيئة لمواجهة مشكلة الهدر فى المياه العذبة بسبب ورد النيل كان موجها لقطاع كبير من الباحثين داخل وخارج مصر. وتلك المشكلة البحثية تحظى بقدر كبير من الاهتمام داخل قطاع عريض من المهتمين بالبحث العلمي في حقول علمية مختلفة..

– وبالتالي فإن الفوز بالمركز الأول بالتحدي كان له أثر إيجابي كبير ودافع لي لمواصلة رحلة البحث العلمي.

# على أي أساس يتم تقييم الأفكارالفائزة؟

– تعتمد حيثيات الفوز في التحدي أن تكون الأفكار المتقدمة ذات أساس علمى وتكنولوجى سليم قابلة للتطبيق على أساس تنافسي، ولم يتم تطبيقها فى مصر حتى الآن، ولم يسبق التقدم بها لأى جهة أخرى.

#كيف تبلورت فكرة المشروع البحثي ؟

– بجانب عملي الذي يعني أساسا بالبحث العلمي ..فإن نشأتي في مجتمع ريفي شملت جزءا كبيرا من مخزوني الفكري والتي حددت إلى مدي بعيد المنهجية البحثية التي أتبعها في مواجهة أي مشكلة بحثية. فطالما كات مشكلة ورد النيل قائمة أمام ناظري بكل ما تحمله من مشكلات تتعلق باستنزاف المياه العذبة وإعاقة عملية الري وحركة الملاحة في المجاري المائية العذبة وغيرها من المشكلات البيئية واللوجستية.

-وكنت أري الجهود المقدمة للقضاء علي ورد النيل من خلال الكراكات العملاقة التي تستنزف قدرا كبيرا من الوقود والعمالة. إلا أنها في النهاية تعجز في إيجاد حل فعال ومستدام لتلك المشكلة نظرا لأن طبيعة الامتصاص الكبير لهذا النبات للمياه تجعل عملية التخلص من ورد النيل يمكن وصفها بأنها نخلص من المياه.
كراكات

-أبضا الكراكات العملاقة ليست فعالة بالشكل الكافي لتخليص المجرى المائي من كل نباتات ورد النيل. ومن المعلوم أن هذا النبات يتسم بقدرة عالية جدا علي الانتشار.. فيمكن لبضع نباتات تغطية مساحة مقدارها نصف هكتار في عدة أشهر قليلة.

– كما أن عملية التخلص من المخلفات كانت تشوبها العديد من المشكلات البيئية حيث أن الكراكات تقوم بتكويم نباتات ورد النيل ورواسب الطين والكثير من المياه علي جوانب المجرى بدون اي صورة من صور إعادة الاستخدام حتي تمام التحلل .. وهذا ما يؤدي إلى تصاعد كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري ولمشكلات البيئية واللوجستية المتعددة..

– ومن ثم فقد تبلورت الفكرة المقدمة في إيجاد طريقة مبتكرة لحصاد ورد النيل وتحويله الي كتلة حيوية شبه جافة يمكن نقلها بسهولة. ونأتي المرحلة الثانية من المقترح البحثي والتي تتضمن إعادة استخدام مخلفات ورد النيل وتحويلها إلي مواد ذات قيمة مضافة وتحديدا منتجات وقود (bio oil + syngas) بالإضافة إلى مادة كربونية تشبه الفحم النشط تسمي البيوشار أو الفحم الحيوي.

#إلي أي مدى يمكن تطبيق الفكرة وما مصيرها؟

-الفكرة البحثية الفا تتوافر بها إمكانيات التطبيق العملي وبشدة. كما أن عملية التصنيع المستقبلية سيكون لها إمكانيات تصدير كبيرة للعديد من دول العالم وبخاصة في أفريقيا وامريكا الجنوبية وشرق وجنوب شرق آسيا.
-كما أن هذه التقنية يمكن أن تقدم كنوع من أنواع الدعم الفني الذي تقدمه مصر إلى دول حوض النيل كشكل من أشكال قوة مصر الناعمة لبسط نفوذها في تلك البقعة الجغرافية الشديدة الأهمية بالنسبة لمصر.

– وحتي الآن لم يتم التنفيذ وبانتظار الاجتماع مع الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في هذا الإطار .

#ماذا عن التمويل وتكلفة التطبيق؟

– الفرة المقترحة اساسا تعمل علي تقليل التكاليف الاقتصادية في التخلص من ورد النيل وتحويله لمكونات ذات قيمة مضافة وبالتالي فهو مبني علي المبدأ الاقتصادي

#هل واجهتك صعوبات؟

– بالتأكيد البحث العلمي يتطلب عملية تحليل كاملة لنقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات التي تحيط بالفكرة البحثية المقدمة..

-ولذلك فقد اعتمدت الفكرة المقدمة علي وجود تقنيات وطنية موجودة بالفعل في مصر .وبالتالي فإن الشريك الصناعي الذي يمكنه تبني الفكرة معي ومع أكاديمية البحث العلمي يمكن أن يكون موجودا داخل مصر.

#هل سبق تكريمكم؟

– حصلت سابقا علي جائزة جامعة المنصورة للإبداع العلمي في عام 2018
كما حصلت علي جائزة جامعة المنصورة للتفوق العلمي في عام 2023.

-وتمنح الأكاديمية جوائز مالية لصاحب/أصحاب الفكرة المبتكرة، بالإضافة إلى شهادة تقدير من الأكاديمية، وتعتبر الجوائز تقدير رمزى للباحث أو المبتكر. وسيتم دعم أفضل الحلول المبتكرة القابلة للتنفيذ ولها جدوى اقتصادية وبيئية بالتمويل اللازم لتنفيذ الفكرة فى مدة لا تتجاوز 6-9 أشهر.

#ما طموحكم القادم؟
ورد النيل

-بالتأكيد طموحي القادم هو استمراري في تقديم بحوث علمية متكرة ولها قيمة مضافة وأن تدخل أبحاثي العلمية المقترحة مرحلة التنفيذ الفعلي والعملي.

#نصيحتكم الذهبية للشباب؟

-دائما ما أقدم نصيحتي لطلابي بصفة خاصة ولكل شباب المجتمع المصري بصفة عامة بأن يطوروا مهاراتهم بصورة متواصلة وأن يتعلموا بشكل مستمر، وألا يضيعوا أوقاتهم الثمينة في أشياء غير مفيدة.. فالاهتمام بالعلم وتدعيمه بالمهارات العلمية اللازمة للشباب سيكون سبيلهم لفتح آفاق مستقبلية رحبة. وسينعكس ذلك بصورة مباشرة علي المجتمع المصري ليكون طوق النجاة لحل كل مشكلاتنا المستعصية.

Categories