أصدرت “وكالة فيتش” وهي وكالة تصنيف ائتماني أمريكية وواحدة من أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني في العالم إلى جانب كلا من “موديز” و”ستاندرد آند بورز”، تقريرًا يتناول سوق مصادر الطاقة المتجددة في مصر، في إطار التوقعات المستمرة التي تقدمها الوكالة بشأن سوق الطاقة في مصر.
ووفقًا للتقرير فإن التوقعات تشير إلى حدوث نموًا متسارعًا في سوق الطاقة المتجددة غير الكهرومائية وتوليدها، حيث سيكون هذا النمو مدفوعًا بالاستراتيجية المصرية المتكاملة للطاقة المستدامة وكذا الإصلاح الاقتصادي والتشريعي الذي سوف يؤدي لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري.
وأوضح التقرير أنه في إطار إطلاق الاستراتيجية المصرية المتكاملة للطاقة المستدامة فإن الحكومة المصرية تستهدف جعل نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء تصل إلى 42% بحلول عام 2035.
وتوقع التقرير أن تحقق طاقة الرياح أكبر نمو في السوق تليها الطاقة الشمسية، في الوقت ذاته سوف تؤدي مشاريع الهيدروجين الأخضر إلى المساهمة في تعزيز نمو سوق الطاقة المتجددة في مصر.
كما أشار التقرير إلى توقعات بزيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الاقة في مصر لتصل إلى 19% بحلول 2032، مقارنة بنسبة قدرها 5.5% بنهاية 2022.
وأوضح التقرير أن هناك توقعات بحدوث نمو قوي قدره 16.3 جيجاوات في قدرات الطاقة المتجددة غير الكهرومائية خلال العشر سنوات القادمة، حيث سترتفع من 4.5 جيجاوات في عام 2022 إلى 20.8 جيجاوات في عام 2032. وسوف يؤدي هذا إلى زيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في إجمالي السعة المركبة من 7.3٪ في عام 2022 إلى 26.2٪ في عام 2032.
وأضاف التقرير في توقعاته فيما يتعلق بتوليد الكهرباء إلى زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة غير الكهرومائية من 11.7 تيراوات/ ساعة عام 2022 لتصل إلى 57.1 تيراوات/ ساعة بحلول عام 2032.
وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية يتوقع التقرير حدوث نمو في السوق في مصر، وسوف يكون ذلك مدفوعًا بالعقد الذي تم توقيعه مع شركة “أكواباور” -شركة سعودية متخصصة في مجال توليد الطاقة وتحلية المياه ومحطات الهيدروجين الخضراء- لتمويل مشروع كوم أمبو للطاقة الشمسية وتبلغ تكلفة العقد الذي تم توقيعه حوالي 123 مليون دولار أمريكي وتبلغ قدرة المشروع حوالي 200 ميجاوات، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من هذا المشروع في يناير 2024.
وأوضح التقرير إلى أن الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر يعتبر أحد العوامل الدافعة لنمو سوق مصادر الطاقة المتجددة غير الكهرومائية في مصر، وفى ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أن شركة “الصين الدولية للطاقة” تخطط للبدء في مشروع للهيدروجين الأخضر في مصر بتكلفة 5.1 مليار دولار أمريكي على أن يتم بدء العمل في تدشين المشروع في مايو 2024، ومن المخطط للمشروع أن يقوم بتصدير الأمونيا الخضراء إلى الأسواق الأوروبية.
واختتم التقرير بأن أحد العوامل الدافعة لنمو سوق مصادر الطاقة المتجددة في مصر يتمثل في توقيع اتفاقية إطارية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة ” أكمي” (ACME) الهندية في للاستثمار في مشروع للهيدروجين الأخضر في العين السخنة وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 12 مليار دولار أمريكي وسوف يتم بناؤه على مساحة 4.5 مليون متر مربع، وسوف يبدأ العمل فيه عام 2024، ومقدر للمشروع أن يكون قادرًا على إنتاج 100 ألف طن سنويًّا في مرحلته التجريبية.